المقدمة
في حي قديم ومعزول على أطراف المدينة، يقع منزل عتيق يحمل بين جدرانه أسرارًا تفوق الخيال. اشتراه عادل، شابٌ طموح يعمل كمهندس معماري، بغرض ترميمه وتحويله إلى مشروع استثماري. لم يكن يعلم أن هذا القرار سيغير مجرى حياته إلى الأبد.
البداية
كان عادل منشغلًا بمراجعة الخرائط في غرفة المعيشة عندما لاحظ شيئًا غريبًا في أحد الجدران. بنية الحائط كانت مختلفة عن باقي المنزل، وكأنه يخفي شيئًا وراءه. أثار فضوله المهني، فقرر أن يستكشف.
عادل (متحدثًا مع نفسه): “هذا الجدار يبدو غير طبيعي… ربما هناك غرفة سرية أو ممر قديم. لنرَ ما وراءه.”
بدأ عادل باستخدام أدواته لكسر الجدار بحذر. مع كل ضربة بالمطرقة، كان الصوت يتردد بشكل غريب، وكأن الجدار يرفض الانهيار. وأخيرًا، بعد ساعات من العمل، انكشف أمامه فتحة تؤدي إلى نفق مظلم وطويل.
عادل (مندهشًا): “ما هذا المكان؟ هل يمكن أن يكون نفقًا قديمًا؟”
اكتشاف النفق
نزل عادل بحذر إلى النفق ومعه مصباح يدوي. بدا النفق وكأنه لم يُستخدم منذ عقود. الأرضية مغطاة بالغبار، والجدران مليئة بالرموز والنقوش الغريبة التي لم يستطع تفسيرها.
عادل (مفكرًا): “هذه النقوش تبدو وكأنها كتابات قديمة. ربما تعود إلى حضارة مفقودة.”
بينما كان يتقدم، بدأ يشعر بأن المكان أكثر برودة وأن الظلال تتحرك حوله بشكل مريب. فجأة، سمع صوتًا خافتًا يشبه الهمس.
الصوت (بهمس مخيف): “لماذا أتيت هنا؟ عد من حيث أتيت.”
توقف عادل مكانه وشعر بالقشعريرة تسري في جسده.
عادل (بتوتر): “من هنا؟ أظهر نفسك!”
لم يجبه أحد، لكن الهمسات استمرت تزداد وضوحًا. حاول عادل أن يبقى هادئًا وتابع استكشافه. وجد في نهاية النفق بابًا خشبيًا قديمًا، وعليه قفل كبير.
فتح الباب
قرر عادل أن يكسر القفل باستخدام أدواته. بمجرد أن فتح الباب، اندفعت رياح باردة قوية أطفأت مصباحه. أصبح المكان مظلمًا تمامًا.
عادل (بذعر): “ما هذا؟! أين المصباح؟”
حاول تشغيل المصباح مجددًا، لكنه لم يعمل. فجأة، ظهرت أضواء خافتة من أعماق الغرفة التي دخلها. كانت الغرفة مليئة بالمرايا القديمة التي تعكس صورًا غير طبيعية.
عادل (مندهشًا): “ما هذه المرايا؟ ولماذا تعكس صورًا لا تخصني؟”
بينما كان ينظر حوله، بدأت المرايا تتحرك وتظهر وجوهًا غريبة. وجوه مشوهة بأعين حمراء.
إحدى الوجوه (متحدثة): “لقد دخلت عالمنا. لن تعود كما كنت.”
المواجهة الأولى مع الجن
هرب عادل من الغرفة عائدًا إلى النفق، لكن الطريق بدا مختلفًا. الجدران أصبحت تضيق من حوله، والهمسات تحولت إلى صرخات.
عادل (بصراخ): “ما هذا الجنون؟! أريد الخروج من هنا!”
ظهر أمامه كيان مظلم كبير، يشبه الظل لكنه ينبض بالطاقة.
الكيان (بصوت عميق): “لقد أيقظتنا. نحن محبوسون هنا منذ قرون، والآن أنت المفتاح.”
العودة إلى المنزل
استطاع عادل بصعوبة أن يهرب من النفق ويعود إلى سطح المنزل. كان مرهقًا ومنهكًا، لكنه لم يكن وحده. شعر أن شيئًا ما تبعه.
عادل (متحدثًا مع نفسه): “لا يمكنني البقاء هنا. يجب أن أرحل.”
ولكن كلما حاول الخروج من المنزل، كانت الأبواب تغلق من تلقاء نفسها. والأصوات تلاحقه.
الصوت (ساخرًا): “لا مهرب لك. لقد أصبحت جزءًا من هذا المكان.”
البحث عن الحل
بدأ عادل في البحث عن أي معلومات حول المنزل وتاريخه. اكتشف أنه بني فوق مقبرة قديمة، وأن النفق كان يستخدم لطقوس سحرية لاستدعاء الجن.
عادل (محدثًا صديقه يوسف عبر الهاتف): “يوسف، أحتاج مساعدتك. المنزل مليء بالأشياء الغريبة، وهناك نفق تحت الأرض مليء بالجن.”
يوسف (مندهشًا): “ماذا تقول؟ هل أنت بخير؟ سأأتي لمساعدتك.”
المواجهة النهائية
وصل يوسف إلى المنزل ومعه شيخ مختص في طرد الأرواح. بدأ الشيخ في قراءة القرآن والأدعية. ارتجف المنزل، وصرخت الكيانات من الألم.
الشيخ (بحزم): “أيها الكيانات الملعونة، اخرجوا من هذا المكان ولا تعودوا أبدًا!”
تحولت الغرفة إلى ساحة معركة. الأضواء تومض، والرياح تعصف، لكن في النهاية عمَّ الهدوء. اختفت الكيانات، وعاد النفق إلى حالته المهجورة.
عادل (بتنفس الصعداء): “شكرًا لك يا شيخ. لن أقترب من هذا المكان مرة أخرى.”
النهاية
باع عادل المنزل وغادر المدينة، لكن ذكريات تلك الليلة بقيت محفورة في عقله. علم أن الفضول قد يقوده أحيانًا إلى أماكن لا يجب أن يقترب منها.
عادل (متحدثًا لنفسه): “بعض الأسرار يجب أن تبقى مخفية.”
الختام
ظل المنزل مهجورًا، وأصبح محاطًا بالأساطير. يقال إن من يقترب منه يسمع همسات الجن تناديه من أعماق النفق، تحذر كل من يفكر في كشف أسراره.