تحت سقف ليل مظلم في قرية منعزلة بين المناطق الجبلية، كان مجموعة من القرويين يجتمعون في خانة صغيرة تكسوها رائحة الخشب المحروق. كان الخوف يملأ الأجواء، والعيون تترقب كل حركة في الظلال.
سيدة من القرية بالمطبخ همست: “هل سمعتم ما قالته سيفا؟ تقول إنها رأت فأراً ينقض على قطها ويقتله، بأسنان مسمومة!”
الرجل العجوز الجالس بالقرب من الموقد ضم عصاه وقال: “الفئران تتطور؟ أين العقل في هذا؟ لكن مهلا، قد يكون ما رأته سيفا ترهات.”
قالت فتاة شابة تقف بالقرب من النافذة: “لكن لماذا اختفى كل هذا العدد من القطط والكلاب في القرية بالشهر الماضي؟ هذا لا يمكن أن يكون صدفة.”
ارتفع صوت دقة على الباب بشكل مفاجئ، والفزع على وجوه الحاضرين. قام الشاب مارك بفتح الباب بتردد، ليجد سيفا وهي ترتعش، وعلى يديها جرح سطحي ينزف.
قالت لهم بصوت مقطوع: “فئران… الفئران هاجمتني وحاولت قطع الطريق إلى هنا!”
الهماها الجميع إلى الداخل، وبدأ النقاش يحتدم حول ما يمكن القيام به. بعضهم يقترح الهروب إلى المدينة، والآخر يصر على البقاء وتجهيز مصائد لمواجهة هذه الافتراسات الغريبة.
وفي الخارج، كانت الظلال تتراكم والعينان الصغيرتان للفئران تلمع في الظلام، معانية من هول كميتها واصطفافها في مشهد مرعب، ينبئ بليلة لا ينسى.