عنوان القصة: “السرداب الملعون”
المشهد الأول: ليلة العاصفة
(الإضاءة خافتة، والرياح تصفر بين الأشجار بالخارج. صوت الرعد يهز الجدران.)
(داخل منزل قديم في أطراف القرية)
حنين (فتاة شابة، تعيش مع عائلتها، صوتها يرتجف قليلاً وهي تتحدث مع شقيقها الأكبر، سامر، حول السرداب الموجود تحت المنزل.)
حنين:
(بهمس) سامر… أنت متأكد إننا ما لازم ندخل السرداب؟ أمك كانت دايماً تقول إنه مسكون…
سامر:
(يضحك بصوت عالٍ)
حنين، بطلّي تصدقي الخرافات! السرداب مجرد مكان قديم مليان غبار وصناديق عتيقة… ما في شي هناك.
حنين:
(تنظر حولها بريبة)
طيب ليش كل ليلة أسمع صوت خطوات تحت؟ وليش الكلاب ما تقرب البيت أبداً؟
سامر:
(يبتسم بمكر ويحمل فانوساً قديم الطراز)
خلينا نروح ونشوف بعينينا. إذا لقيتي شبح، وعد مني أشتري لك هدية!
حنين تتردد، لكنها تتابع شقيقها بخوف. يصلان إلى باب السرداب المصنوع من خشب متآكل، وتنبعث منه رائحة رطوبة قوية.
المشهد الثاني: فتح الباب
(سامر يحاول فتح الباب، لكنه يصرخ من الألم فجأة.)
سامر:
(وهو يمسك بيده)
ياااه! مسمار صدئ غرز في يدي!
حنين:
(بتوتر)
قلت لك ما تلمسه! هذي علامة سيئة!
لكن سامر يصر على فتح الباب. يدخلان إلى السرداب المظلم معاً، حيث تتراكم صناديق قديمة، وأرفف مليئة بالكتب المغبرة، وجو خانق.
الحوار يبدأ بالتوتر
حنين:
(همساً) سامر… المكان مرعب. تحس إنك مراقَب؟
سامر:
(بصوت واثق)
هذا مجرد خيالك. لو في شبح هنا، ليش ما ظهر لحد الآن؟
فجأة، يُسمع صوت ضحكة طفولية خافتة تأتي من عمق السرداب. تجمدت حنين في مكانها.
حنين:
(بصوت مرتجف)
سامر… سمعت هذا؟
سامر:
(يحاول أن يبقى هادئاً)
أكيد صوت الرياح. لا تخافي.
المشهد الثالث: الاكتشاف
حنين تقترب من أحد الصناديق القديمة، وتجد دمية محطمة بملامح غريبة. تبدو وكأنها تنظر مباشرة إليها.
حنين:
(بفزع) سامر! شوف هذي الدمية… عيونها… تحس إنها حقيقية!
سامر:
(يأخذ الدمية بيده)
مجرد دمية قديمة… أوه، مكتوب عليها شي غريب!
يقرأ بصوت عالٍ: “من يفتح الباب، يُطلق الشر الكامن. أغلق الباب قبل فوات الأوان.”
الأحداث تتصاعد
فجأة، تهتز الجدران، وتبدأ أشياء ثقيلة بالسقوط من الأرفف. صوت صراخ خافت يبدأ بالتزايد، وكأن هناك من يحاول التحدث من العالم الآخر.
سامر:
(بصوت عالٍ)
حنين! نطلع الآن!
حنين:
(تصرخ)
لا أقدر أحرك رجلي!
تُسحب حنين بقوة نحو الظلام، وسامر يحاول الإمساك بها، لكن قوة مجهولة تفصل بينهما. تزداد حدة الصراخ، والظلام يصبح أكثر ثقلاً.
المشهد الرابع: الانفصال
(سامر يركض نحو حنين محاولًا إنقاذها، لكنه يصطدم بقوة غير مرئية وكأنها حاجز زجاجي. حنين تُسحب ببطء إلى عمق الظلام، وصوتها يرتجف من الصراخ.)
حنين:
(بصوت مبحوح)
سامر! لا تتركني! ساعدني!
سامر:
(يصرخ بجنون ويحاول كسر الحاجز)
حنين! تمسكي بشيء! لا تستسلمي!
لكن الظلام يبتلع حنين فجأة، وتختفي صرخاتها. السرداب يغط في صمت مخيف. سامر يسقط على ركبتيه ويحدق في الفراغ المظلم.
المشهد الخامس: البحث في الظلام
(سامر يضيء الفانوس القديم ويركض بلا تفكير داخل السرداب، الذي يبدو أنه أصبح أكبر وأكثر تعقيدًا، وكأنه متاهة لا نهاية لها.)
سامر:
(يهمس لنفسه)
لا يمكن تكون راحت! السرداب هذا مستحيل يكون عادي… لازم ألقاها!
صوت خطوات خافتة يأتي من بعيد. سامر يتبع الصوت بحذر حتى يصل إلى باب خشبي صغير في نهاية ممر ضيق. يمد يده ليفتح الباب، لكن يده ترتجف عندما يسمع صوتاً من خلفه.
الصوت:
(بهمس غريب)
أنت التالي…
يلتفت سامر بسرعة، لكن لا يجد أحدًا. يفتح الباب بحذر ويجد نفسه داخل غرفة صغيرة مليئة بالمرايا المكسورة. في وسط الغرفة توجد مرآة كبيرة وسليمة تمامًا، لكن انعكاس سامر فيها يبدو مختلفًا… مُشوهًا ومرعبًا.
المشهد السادس: مواجهة الغرائب
(سامر يقترب من المرآة بحذر، لكنه يشعر ببرودة شديدة. يمد يده ليلمسها، لكن الانعكاس في المرآة يبتسم ابتسامة شريرة ويبدأ بالتحدث.)
انعكاس سامر:
(بصوت مبحوح)
ألم أقل لك ألا تفتح الباب؟ هذا ليس مكانك.
سامر:
(بصوت غاضب ومضطرب)
من أنت؟ أين أختي؟!
انعكاس سامر:
(يضحك ضحكة مرعبة)
إنها هنا، لكنها لن تعود أبدًا… إلا إذا كنت مستعدًا لدفع الثمن.
سامر:
(يصرخ)
سأفعل أي شيء! فقط أعدها!
فجأة، تنطفئ الأنوار، وتتحطم المرايا حوله. يجد سامر نفسه واقفًا في وسط غرفة مليئة بالشموع، حيث تجلس حنين في الزاوية، محاطة بدائرة مرسومة بالدماء.
المشهد السابع: طقوس الظلام
(سامر يركض نحو حنين ويحاول الدخول إلى الدائرة، لكنه يُصدّ بقوة غير مرئية. تظهر فجأة كيان مظلم يرتدي عباءة سوداء، ولا يظهر منه سوى عيون متوهجة.)
الكيان:
(بصوت عميق ومخيف)
لا يمكنك أخذها دون أن تقدم شيئًا في المقابل.
سامر:
(يصرخ بغضب)
ماذا تريد؟!
الكيان:
(بهدوء مخيف)
حياتك… أو حياتها. اختر بسرعة.
حنين:
(تبكي)
لا، سامر! لا تفعلها! اتركني هنا واهرب!
سامر ينظر إلى حنين، ثم إلى الكيان. يتردد لثوانٍ، لكن قلبه يدفعه لاتخاذ القرار.
المشهد الثامن: التضحية
(سامر يقف بثبات ويرفع صوته.)
سامر:
خذني أنا… فقط أطلق سراحها!
الكيان يضحك بصوت هز أرجاء السرداب. الدائرة التي كانت تحيط بحنين تختفي فجأة، وتسقط حنين مغشيًا عليها. سامر يشعر بقوة تسحب جسده نحو الكيان.
حنين:
(تستيقظ وتصرخ)
سامر! لااااا!
لكن سامر يختفي تدريجيًا داخل الظلام، ويختفي الكيان معه. يُغلق السرداب فجأة، تاركًا حنين وحيدة في صمت رهيب.
المشهد التاسع: العودة إلى الحياة الطبيعية؟
(حنين تستيقظ في سريرها، وكأن كل ما حدث كان حلمًا. لكنها تلاحظ شيئًا غريبًا: فانوس سامر موضوع بجانب السرير. تسمع صوتًا خافتًا داخل رأسها، وكأنه صوت سامر يقول: “أنا هنا دائمًا لحمايتك…”)
النهاية المفتوحة
(حنين تنظر إلى الفانوس بدموع مختلطة بين الحزن والخوف، وهي تتساءل: هل سامر حي في مكان ما؟ أم أنه أصبح جزءًا من السرداب الملعون؟)