في صباح يوم مشرق، كانت ندى تستعد لرحلتها الأولى إلى باريس. وقفت أمام المرآة، تتأكد من حقيبتها الصغيرة التي حوت كل ما تحتاجه: جواز السفر، تذاكر الطائرة، وهاتفها المحمول.
ندى: “أخيرًا! حلمي يتحقق. باريس، أنا قادمة!” قالت وهي تبتسم بحماس.
رن هاتفها فجأة، كان صديقتها المقربة ليلى.
ليلى: “ندى! هل أنتِ مستعدة؟ متى ستصلين إلى المطار؟”
ندى: “نعم، أنا جاهزة تمامًا. سأكون في المطار خلال ساعة. هل لديكِ أي نصيحة أخيرة قبل سفري؟”
ليلى (مازحة): “نعم، لا تنسي تجربة الكرواسون الفرنسي! وأيضًا، لا تضيعي وقتك في التسوق فقط، استمتعي بالفن والثقافة.”
ندى: “بالطبع، لدي قائمة بالأماكن التي أود زيارتها، لكن الكرواسون سيكون أول شيء أجربه. شكرًا يا ليلى!”
أغلقت ندى الهاتف وخرجت من المنزل بسرعة. في الطريق إلى المطار، كانت تنظر من نافذة السيارة، تفكر في كل ما تخبئه لها هذه الرحلة. عند وصولها إلى المطار، شعرت بمزيج من التوتر والحماس.
في المطار، جلست ندى تنتظر طائرتها. بجانبها جلس رجل فرنسي يُدعى بيير، كان يقرأ كتابًا عن تاريخ باريس.
ندى (بلطف): “مرحبا، هل هذا كتاب جيد؟”
بيير (رافعًا عينيه عن الكتاب): “نعم، إنه يتحدث عن تاريخ باريس وأهم معالمها. هل أنتِ في طريقك إلى هناك؟”
ندى: “نعم، إنها زيارتي الأولى. لدي قائمة طويلة بالأماكن التي أريد زيارتها، لكنني أشعر أنني قد أفوت شيئًا مهمًا.”
بيير: “لا تقلقي. باريس مدينة تعشق الزوار. سأخبرك ببعض الأماكن التي قد لا تكون في قائمتك، لكنها تستحق الزيارة.”
ندى وبيير قضيا الوقت في الحديث عن المدينة، حتى أعلن المطار عن موعد صعود الطائرة. عند صعودها، جلست ندى بجوار نافذة الطائرة، تشاهد الغيوم وهي تقترب. شعرت بالرهبة وهي تتخيل برج إيفل.
عند وصولها إلى باريس، استقلت سيارة أجرة إلى فندق صغير في منطقة مونمارتر. الغرفة كانت بسيطة لكنها تحمل طابعًا فرنسيًا ساحرًا. من شرفتها، كانت ترى أسطح المباني الباريسية ذات الطابع الكلاسيكي.
ندى (لنفسها): “أخيرًا، باريس! أول محطة ستكون برج إيفل.”
في اليوم التالي، استيقظت مبكرًا، تناولت إفطارها في مقهى قريب. جربت الكرواسون الفرنسي مع قهوة لاتيه، تمامًا كما نصحتها ليلى.
النادل: “هل أنتِ هنا في زيارة أم للعمل؟”
ندى: “زيارة. إنها رحلتي الأولى، وأنا متحمسة جدًا.”
النادل: “رائع! لا تنسي زيارة متحف اللوفر وساحة الكونكورد. وأيضًا، جرّبي السير على ضفاف نهر السين مساءً. إنه مشهد لا يُنسى.”
ندى: “سأفعل ذلك بالتأكيد. شكرًا على النصيحة.”
قضت ندى اليوم بين برج إيفل، حيث التقطت صورًا عديدة، ومتحف اللوفر، حيث أُعجبت بلوحة الموناليزا الشهيرة. وبينما كانت تسير في شوارع المدينة، شعرت كأنها تعيش في حلم.
في اليوم التالي، قررت استكشاف منطقة مونمارتر بشكل أعمق. جلست في ساحة الفنانين، حيث رأت الرسامين يعرضون لوحاتهم.
فنان: “هل ترغبين في رسم بورتريه؟”
ندى (مبتسمة): “لم لا؟ ستكون ذكرى جميلة.”
جلس الفنان يرسمها بينما تحدثا عن الفن والحياة في باريس. عندما انتهى الرسم، نظرت ندى إلى البورتريه بإعجاب.
ندى: “إنه رائع! شكرًا جزيلًا.”
الفنان: “باريس مدينة تُلهم الجميع. أتمنى أن تعودي إليها يومًا ما.”
ندى: “بالتأكيد، سأعود.”
في اليوم الأخير من رحلتها، قررت أن تستمتع بجولة بحرية على متن قارب في نهر السين. وبينما كانت تشاهد غروب الشمس ينعكس على الماء، شعرت بسلام داخلي وسعادة.
ندى (لنفسها): “باريس ليست مجرد مدينة، إنها تجربة. إنها حلم يتحقق.”
عادت ندى إلى الفندق لتجهز نفسها للعودة إلى وطنها. وبينما كانت تغلق حقيبتها، نظرت إلى البورتريه الذي رسمه لها الفنان، وتذكرت كل لحظة جميلة عاشتها في باريس.
ندى: “وداعًا يا باريس، لكنني سأعود بالتأكيد.”
وفي طريقها إلى المطار، شعرت بالامتنان لهذه الرحلة التي غيرت منظورها للحياة. كانت تعرف أن باريس ستظل دائمًا في قلبها، مدينة الأحلام والجمال.