فى يوم من الأيام في المستقبل البعيد، كان الكابتن آدم يقود سفينة الفضاء “إكسلورر” في مهمة استكشاف مجرَّة جديدة تُعرف باسم “أندروميدوس”. كانت السفينة مليئة بأحدث التقنيات، وطاقمها من علماء ومهندسين مهرة. هدف الرحلة كان استكشاف كوكب يُعتقد أنه يحتوي على حياة ذكية.
في غرفة القيادة، جلس الكابتن آدم مع الملاحة ليلى والمهندس سام، يتفقدون التقارير ويضعون الخطة التالية.
قال الكابتن آدم: “ليلى، ما هي المسافة المتبقية للوصول إلى الكوكب المستهدف؟”
أجابت ليلى وهي تُدقق في الشاشات: “نحن على بُعد 12 ساعة ضوئية. كل الأنظمة تعمل بشكل جيد، ولكن هناك منطقة من الطاقة الغريبة تظهر في المسار. قد تكون اضطرابات مغناطيسية.”
رفع سام حاجبيه وقال: “اضطرابات مغناطيسية؟ هذا أمر غير مألوف. قد تحتاج السفينة إلى تعديل في درعها الواقي. سأراجع الأنظمة فورًا.”
بينما كان سام يتوجه نحو غرفة المحركات، ظهرت إشارات غريبة على الرادار. قال الكابتن: “ليلى، هل يمكنك تحليل هذا؟ يبدو وكأنه… إشارات قادمة من الكوكب نفسه.”
ضغطت ليلى على بعض الأزرار وقالت: “الإشارات ليست طبيعية. إنها نمطية للغاية، وكأنها رسالة. سأحاول فك الشفرة.”
مرَّت ساعات من الترقب، وفي النهاية استطاعت ليلى فك الرسالة. قالت بصوت متردد: “الكابتن، الرسالة تقول: ‘لا تقتربوا. الخطر يحيط بكل شيء.’”
صمت الكابتن آدم للحظة، ثم قال: “هذا يجعل الأمور أكثر إثارة. سنواصل التقدم، لكن بحذر.”
عندما اقتربت السفينة من الغلاف الجوي للكوكب، بدأت الأنظمة تُصدر إنذارات. قال سام عبر الاتصال الداخلي: “الكابتن، الدروع تحت ضغط كبير بسبب الحقل المغناطيسي. لا يمكننا الاستمرار دون المخاطرة.”
رد آدم: “افعل ما بوسعك لتثبيت السفينة. سنجري هبوطًا اضطراريًا.”
هبطت السفينة بصعوبة على سطح الكوكب. كانت التضاريس غريبة، مُغطاة ببلورات متوهجة وأجواء ضبابية. قال الكابتن: “فريق الاستكشاف، استعدوا للخروج. ليلى، سام، أنتما معي.”
خرج الفريق من السفينة مرتدين بدلاتهم الفضائية. كانت الأجواء هادئة بشكل مُريب، حتى ظهر فجأة كائن غريب الشكل، يُشبه دوامة من الضوء.
قالت ليلى بدهشة: “ما هذا؟ هل هو كائن حي؟”
اقترب الكائن من الفريق، وبدأ يُصدر أصواتًا غريبة. فجأة، ظهرت كلمات واضحة في أجهزة الترجمة: “لماذا تجاهلتم تحذيرنا؟”
قال الكابتن: “نحن هنا بسلام. نريد فقط الاستكشاف وفهم طبيعة كوكبكم.”
رد الكائن: “سلامكم قد يجلب الدمار. الحقل المغناطيسي هنا ليس طبيعيًا. إنه درع يحمي الكون من خطر نائم.”
تبادل الفريق النظرات بقلق. سأل سام: “ما هو هذا الخطر؟”
قال الكائن: “كيان قديم، مدفون في أعماق الكوكب. إذا تعطلت الحقول المغناطيسية، سيستيقظ ويبتلع المجرات.”
شعر الكابتن آدم بثقل المسؤولية. “كيف يمكننا مساعدتكم؟”
أجاب الكائن: “ساعدونا في تقوية الحقول. تقنياتكم قد تكون المفتاح.”
بدأ الفريق بالعمل بالتعاون مع الكائنات المحلية. استغرقت العملية أيامًا مليئة بالتحديات، ولكن في النهاية، تم تقوية الحقول المغناطيسية.
قبل مغادرة الكوكب، قال الكائن: “لقد أثبتم أنكم تستحقون الثقة. احذروا دائمًا مما قد تُوقظونه في رحلاتكم.”
عاد الفريق إلى السفينة، وعندما انطلقت عائدة إلى مجرَّتها، شعروا بأنهم ليسوا مجرد مستكشفين، بل حماة للكون بأسره.