في ليلة هادئة تحت ضوء القمر المكتمل، كانت مدينة “أليجريا” تعج بالحياة. شوارعها المزدحمة بالمارة والسيارات، والمحال التجارية التي لا تهدأ حتى في ساعات الليل المتأخرة، كانت تعكس نبض حياة لا يتوقف. لكن، لم يكن أحد يعلم أن تلك الليلة ستكون بداية النهاية.
الفصل الأول: البداية
في إحدى الحانات الصغيرة في وسط المدينة، كان “عمر”، الشاب الصحفي الطموح، يجلس مع صديقه “ياسين”، الذي يعمل مبرمجًا. كانا يتحدثان عن ظاهرة غريبة بدأت تنتشر في المدينة.
عمر: “هل سمعت عن الأخبار الأخيرة؟ يقولون إن هناك أشخاصًا يختفون بشكل غامض في الأحياء القديمة.”
ياسين: “نعم، لكن البعض يعتقد أنها مجرد إشاعات. ربما الأمر يتعلق بجرائم عادية، لا شيء أكثر.”
عمر: “لكن العدد يتزايد. الناس يشعرون بالخوف، ويعتقدون أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث.”
قبل أن يكمل “عمر” حديثه، دخلت الحانة امرأة تبدو مذعورة. كانت ملابسها ممزقة ووجهها شاحبًا.
المرأة: “إنهم قادمون! لقد رأيتهم بأم عيني!”
تجمع الجميع حولها، وحاولوا تهدئتها وسؤالها عما حدث. بصوت مرتجف، قالت: “كانوا أمواتًا يمشون! لا أعلم كيف، لكنهم كانوا يهاجمون كل من يرونه.”
الفصل الثاني: الانتشار
في اليوم التالي، استيقظت المدينة على أخبار مروعة. مجموعة من الأشخاص تعرضوا لهجوم في حي “الجسر القديم”، وتم العثور على جثثهم مشوهة. لكن الأكثر رعبًا هو أن البعض زعم رؤية القتلى يتحركون مرة أخرى.
عمر قرر أن يحقق في الأمر بنفسه. التقى بصديقه “ياسين” وأقنعه بمرافقته.
عمر: “هذا قد يكون أهم تقرير صحفي أكتبه في حياتي. إذا كان هناك شيء غريب يحدث، علينا أن نعرف الحقيقة.”
ياسين: “لا أعتقد أن الأمر فكرة جيدة، لكنني معك. علينا أن نكون حذرين.”
توجه الاثنان إلى حي “الجسر القديم”. كانت الشوارع مهجورة، والنوافذ مغلقة. بدا وكأن السكان تركوا المكان خوفًا من شيء مجهول. فجأة، سمعا صوت أنين قادم من زقاق ضيق.
عمر: “هل سمعت ذلك؟”
ياسين: “نعم. ربما يجب أن نعود.”
لكن عمر لم يستمع. اتجه نحو الصوت، ليجد رجلاً يبدو مصابًا بجروح عميقة. كان يتنفس بصعوبة.
عمر: “سيدي، هل أنت بخير؟ ماذا حدث هنا؟”
الرجل: “اهربوا… إنهم قادمون… لا يوجد وقت…”
قبل أن يكمل الرجل كلامه، ظهرت مجموعة من الكائنات الغريبة. كانت أشكالهم بشرية، لكن وجوههم مشوهة وأعينهم تلمع بوهج أحمر مخيف.
ياسين: “يا إلهي! ما هؤلاء؟!”
عمر: “لا أعرف، لكن علينا الهروب الآن!”
الفصل الثالث: المواجهة
عاد الاثنان إلى شقتهما في وسط المدينة. جلسا يحاولان استيعاب ما رأوه.
ياسين: “هل تصدق الآن أنهم زومبي؟”
عمر: “لا أريد أن أصدق، لكن ما رأيناه لا يترك مجالًا للشك. يجب أن نحذر الجميع.”
بدأ عمر بكتابة تقرير مفصل عن ما شاهده، ونشره على الإنترنت. خلال ساعات، انتشر المقال كالنار في الهشيم. تحولت المدينة إلى حالة من الفوضى. الناس كانوا يحاولون مغادرة المكان بأي وسيلة ممكنة، بينما بدأ الجيش بإقامة حواجز لمنع انتشار العدوى.
الفصل الرابع: البحث عن حل
في وسط هذا الجنون، قرر عمر وياسين أن يبحثا عن سبب ظهور الزومبي. عبر البحث والتحقيق، اكتشفا أن هناك مختبرًا سريًا في أطراف المدينة كان يجري تجارب على فيروس جديد. التجارب خرجت عن السيطرة، وبدأ الفيروس بالانتشار.
عمر: “إذن، هذا هو السبب. لكن لماذا لم يحذروا الناس؟”
ياسين: “لأنهم كانوا يخشون الفضيحة. الآن، علينا أن نجد طريقة لإيقاف الفيروس.”
التقيا بالدكتورة “ليلى”، وهي عالمة كانت تعمل في المختبر قبل إغلاقه.
ليلى: “الفيروس يمكن إيقافه، لكننا بحاجة إلى الوصول إلى المختبر للحصول على العينة الأصلية.”
عمر: “هذا خطر، لكننا مستعدون للمحاولة.”
الفصل الخامس: المهمة الأخيرة
تسلل الثلاثة إلى المختبر في الليل. كان المكان مليئًا بالزومبي، لكنهم كانوا مجهزين بالأسلحة وبعض المعدات التي حصلوا عليها من الجيش. بعد معركة شرسة، تمكنوا من الوصول إلى غرفة العينة.
ليلى: “هذا هو المفتاح. إذا استطعنا تصنيع مضاد للفيروس، سننقذ المدينة.”
لكن، أثناء خروجهم، تعرضوا لكمين من مجموعة كبيرة من الزومبي. كان القتال عنيفًا، وأصيب ياسين بجروح بالغة.
ياسين: “لا تهتموا بي… أكملوا المهمة…”
عمر: “لن أتركك!”
ليلى: “علينا التحرك الآن!”
بصعوبة، تمكنوا من الهروب. عادوا إلى المدينة وبدأوا في تصنيع المضاد. خلال أيام، تم توزيعه على السكان، وبدأت الأمور تعود إلى طبيعتها.
الفصل السادس: النهاية
بعد أسابيع من الكفاح، تمكنت المدينة من التعافي. لكن التجربة تركت أثرًا لا يُمحى على الجميع.
عمر: “لقد كانت رحلة مرعبة، لكننا تعلمنا الكثير.”
ياسين، الذي تعافى ببطء: “نعم، تعلمنا أن الإنسان يمكنه التغلب على أصعب التحديات إذا تعاون.”
ابتسمت ليلى وقالت: “والأهم، أن لا نلعب بالطبيعة دون أن نفكر في العواقب.”
بينما كانت المدينة تعيد بناء نفسها، كان عمر يجلس ليكتب قصته التالية، مؤمنًا بأن الحقيقة تستحق دائمًا المخاطرة.